ضمن مجموعة من المسلسلات التي تعتمد على عنصر التشويق، استطاع مسلسل “نقطة انتهى” أن يتفرد بحكايته منذ البداية، وأن يكشف لنا نحن الجمهور الحقائق، ويخفيها عن شخصيات العمل، لنبقى في حالة تأهب، منتظرين لحظة انكشاف الأوراق.
ما يعيشه عابد فهد “فارس” من حالة قلق منذ بداية خط الشخصية، بسبب قتله لؤي شقيق زوجته عن طريق الخطأ، نقله لنا، فأصبحنا نفكر معه في كل خطوة ما العمل؟، فالجريمة تدعو لارتكاب جريمة ثانية، والطبيعة الخيّرة فيه تمنعه، ولكن حياته وحياة من حوله أيضاً على المحك.
وكل ما قام به، سببه شقيقته “لينا”، التي دفعها طيشها لأن تورط عائلتها معها بسبب علاقة خارج إطار الزواج مع لؤي، وتجعل من سمعتهم لقمة سائغة في أفواه سكان الحي، لتأخذنا هي أيضاً معها إلى عالمها، وتسلط الضوء على فئة من الفتيات اللواتي يقعن ضحية الحب، ولا يحصلن إلا على ثمرة مصيرها الإجهاض.
ما فعلته لينا، ودفع شقيقها للقتل، راحت أيضاً ضحيته كارمى زوجة فارس، التي شعرت بخلل في علاقتها مع زوجها، بعد التغيير الذي طرأ في شخصيته، لتدخل هي نفسها في دوامة أسئلة حول ما أصابه، ولم تكن تتوقع ظهور عشيقها السابق “سامي” في هذه الفترة المتوترة من حياتها، وهنا بدأت كارمى تمثل بدورها ما يحصل للمرأة عندما لا تشعر بالاستقرار مع زوجها.
وما يزيد من لهفة الجمهور لمعرفة مصير الشخصيات، هو عدم معرفة أحد بمقتل لؤي، إلّا فارس ومن يقومون بتهديده، وكل الأمور التي تخطط لها كارمى مع لينا مبنية على الروح التي تنعش جسد لؤي، معتقدين أنه سافر إلى أوروبا.
أحداث تتزايد وتيرة التشويق فيها يوماً بعد يوم، وكلها بعدسة المخرج “محمد عبدالعزيز”، الذي اختار قضايا إنسانية موجودة ويعيشها المتابع في حياته، وعالجها بطريقة جديدة مع عدم نسيان عنصر الجذب منذ الحلقة الأولى وفي كل حلقة.