عبقريةٌ في الأداء، ثباتٌ في صناعةِ المشهد، ورؤيةٌ عميقةٌ غير تقليديةٍ في قراءة الحالة، وتجسيدها لتصبح واقعاً نشاهده بأعيننا، إنّنا نتحدث عما يقدمه لنا النجم المصري “كريم عبد العزيز”، من خلال مسلسله الرمضاني التاريخي “الحشاشين”.
فبشخصيةِ “حسن الصباح”، زادَ عبد العزيز من رصيدَ نجوميته، ووسعَ قاعدتهُ الشعبيةَ بين جماهيره، على الرغم من شراسةِ الشخصية الّتي يقدمها، إلا أنّها لم تلغي كونه عبد العزيز الممثل المميز لدى الشعب المصري بشكل خاص، والعربي بشكل عام ، بل إنّ جماهيره أخذت تتحدثُ عن الصدى العكسي للدور، فبدلاً من أنْ يكرهوا هذه الشخصية المتوحشة، أحبّوها لكونِ عبد العزيز بطلها.
وربّما نستطيع أنْ نقول دونَ مبالغةٍ أنّ مشهدَ أمر حسن الصباح بقتل ولده، هو مشهد سينمائي بامتياز، فما شاهدناه في عيون عبد العزيز من دمعٍ حارٍ عالقٍ دون انهمار، ومن انكسارٍ وضعفٍ يلفه الجبروت والقسوة، لا يمر مرور الكرام، فهذه اللحظات المعدودة رسخت في أذهاننا ويبدو أنها ستدوم طويلا.
في الحقيقة إن عبد العزيز، في هذا الظهور أكد لنا أنّه ليس بالضرورة أن تُقدم الشر بعنجهية، أنْ تصرخ طويلاً، أن تصبح قسمات وجهك عبسةً متكاملة التعاريج، بلْ تستطيع أن تكون شريراً بهدوء، بصوت خافت، بمرور مدروسِ الحركات.
وأنتم أخبرونا كيف ترون ما يقدمه عبد العزيز ضمن الحشاشين!