يمر الأداء مع أمل عرفة في مسلسل “أغمض عينيك تراني”، هادئاً، سلساً، حيث تتعاقب الأحداث، وتتسارع في تشويقِ المشاهد، ولكن مع ضبط الانفعالات التي لا يبالغُ في تقديمها أيّ من أبطال هذا العمل، انسيابيةٌ خالصة، وردودُ فعلٍ واقعية بعيداً عن الصراخ، والجنون في مواقف معينة، تظهر مع تتابع المشاهد.
ليست حياة فقط، بل الدكتور مؤنس “عبد المنعم عمايري”، أيضاً يجيد هذه الميزة بشكل كبير، وكيف لا وهم أساتذة في تقديم المشهد أمام عدسة الملا.
من يرى رد فعل السنديانة الدمشقية “منى واصف”، بعد الحكم النهائي بالسجن لمدة 15 عاماً على ابنتها، يلاحظ الانفعال المضبوط الحقيقي، تعطي ثقلاً وثباتاً لكلّ النجوم الذين يلعبون بجانبها، وكأنها تقول لهم، الأداء الواقعي يحتاج لهدوء لا صراخ، يحتاج لانضباط واتزان، كما في الواقع فعلاً.
ولابد أن ننحو نحو ما نشاهده من النجم “فايز قزق”، هذا الأب المفجوع بأفعال وأغلاط ابنته، في الحقيقة قد تكره نكرانه وجحوده لابنته، وأنه يصور الأب بشكل حاقد لا يغفر، ولا يساند، ولكن آخرون يبررون له فهو يعيش في مجتمع مليء بالثرثرة، والاتهامات وربما هذا ما يجعله خائف من ممارسة أبوته بشكلها الصحيح.
هذا العمل البسيط، والعميق، يقول الجماهير في الشارع، أنه يشبههم فعلاً، ف”حياة” هي موظفة عادية، تعيش حياة المرأة السورية العادية فعلاً، برتابتها وروتينها، وكذلك واصف تمثل الجدة الحنون في كل عائلة، الأم التي تحتضن أبناءها رغم أغلاطهم، ومؤنس هو الشخص الذي ينطبق عليه مثل “لسا بقي ناس طيبة بالبلد”، وما يمرون به من أحداث ضمن العمل، هي قصص قد تطال أي شخص، وترديه مذنباً دون قصد.