التمثيل عمليةٌ متكاملةٌ، تتشابكُ وتتكاملُ أدواتها وعناصرها لخلق المشهد، وغالباً ما تنجحُ عدسة الكاميرا، رؤيةٌ المخرج، زاويةُ التصوير، الإضاءة، والعديد من الأمور التقنية الأخرى الّتي يعلمها أهل الاختصاص بشكلٍ أفضل، في إظهارِ عمقِ المشهد ومساعدة الفنان على إيصالِ الشعور المطلوب بالشكلِ الأمثل.
ولكنْ عندما نتحدثُ عن النجم السوري “فايز قزق”، تختلفُ المعادلة قليلاً، فهو حالةٌ دراميةٌ خاصة، ومميزة ضمن الدراما السورية، فنجدهُ بإحساسهِ المرهف وأدائهِ المتقن، يتمكن من قلب المعادلة وعكسها، ليصبحَ هو المشهد كاملاً، والأداة الأهم.
في هذا الموسم كانَ لقزق حضورٌ ملفت، وقوي، حيث أننا رأيناهُ من خلالِ عدة أعمال درامية، كان لكلّ منها طابعٌ خاص، وقدم في كلّ شخصيةٍ كاريكتراً مختلفاً ومنفصلاً تماماً عن الأخر، ولكن لعلّ الأكثر جذباً وضجة، هو ما قدمه في مسلسل “أغمض عينيك”، من خلال شخصية “أبو رجا”، هذا الأب الغاضب، قاسي القلب، الذي عاش حاقداً ومات حاقداً على ابنته، لذنبٍ ارتكبته ولم يصفح عنها.
من تابع العملَ، ورأى مشاهدَ قزق فيه، استطاعَ أنْ يلتمسَ إحساسه العالي، تبنيهِ للشخصيةِ التي نفثَ فيها من روحه، وأعطاها من عمقِ تجربته، فقدمها للمشاهدِ عبر وحشيته في التعاملِ مع حفيده، نُكرانهِ لابنته، خوفهِ من مجتمعه، وحتى في مشهدِ حواره مع “الصرصور”، بدا مكتظاً بالأحاسيس التي تتدفق إلينا كمشاهدين مع نظرات عينيه بشكلٍ خاص، وهذا ما ينطبق أيضاً على “حكم الصياد” في كسر عضم بجزءه الثاني، فكلاهما صُنعا بشغف وإيمان، وكلاهما سعى قزق لنجاحهما حتماً.
وأنتم أخبرونا بعد انتهاء دور فايز قزق في مسلسل “أغمض عينيك” مارأيكم بما قدمه ضمن العمل؟!
بقلم: بتول مصطفى