أنْ تُبكي مشاهداً بمشهدٍ درامي مليءٍ بالألم، هو أمرٌ يتقنه أغلبُ نجوم الفن، أو ربما يدرسونهُ في معاهدهم ويعقدونَ عليه “البروفات” العديدة للتمكن منه، رغم عدم سهولته؛ ولكنَّ زخرهُ بالمشاعر، تجعل بمقدورِ لاعبهِ أنْ يرسمها بعينيهِ، شفتيهِ، حاجبيهِ، ويجسدها بتجاعيدِ وجهه وإيماءاتهِ، وربما صوته.
ولكن أنْ تُضحكَ مشاهداً غلفه الواقع “بالجفاصة”، فهو أمرٌ لا يتقنه إلا قلةُ النجوم، ولأنّ لكلّ نجمٍ أدواته الخاصة، التي يعجن بها شخصيتهُ، يرسم حدودها ويلونُ تفاصيلها، وزواياها، تخلق البصمة، وحينها فقطْ نقول أنّ هذا الفنان صنعَ بصمتهُ الخاصة في عالم الكوميديا مثلاً.
وبالعودة إلى جوهر القول، فإن الفنان السوري “رامز أسود”، اسمٌ صنعَ لنفسه هذه البصمة، حيثُ نراه عندما تُقدم إليه الفرصة المناسبة، يقتنصها، ويأخذُ بتحويل النص المكتوب، إلى كائنٍ متحركٍ بلياقةٍ ولباقة، ودعابة “إن اقتضت”، فيقدم لك “الوفا” وهي أحدث شخصياته الدرامية، ضمن المسلسل الرمضاني “ولاد بديعة”، بشكلٍ مرن، تستسيغُ فكاهتهُ الغير مبالغٍ فيها، فهو يعلم بأيّ أسلوبٍ يقدمُ إليك طريق البسمة، وحجمها، في عجقة المشهد، رغم أنّ الاسم ليس على مسمى، فهو “الوفا” ولكنه ليس كذلك حقاً.
في الواقع إنّ الفنان السوري “رامز أسود”، هو إضافةٌ خاصةٌ لكل عملٍ يشارك فيه، لأنّه فنانٌ مثابرٌ ومجتهد، يعطي الشخصية حقوقها الكاملة، ليأخذ الصدى الذي يستحقه في كلّ مرة.
بقلم: بتول مصطفى