إن كنت َ شاهدت الحلقة الأولى من المسلسل السوري “ولاد بديعة”، فلابدّ أنكَ أثنيتَ على أداء أبطالهِ الأربعة “سلافة معمار، يامن الحجلي، محمود نصر، وسامر اسماعيل”، ولكن بنسبٍ متفاوتةٍ ربما.
فأما عن سلافة، فإنها استطاعتْ تأديةَ مشهدها الجنوني أمامَ “غزوان الصفدي”، الذي يلعبُ دورَ زوجها في العمل بأداءٍ ترفع لهُ القبعة، احترافيةٌ، وأستاذةٌ في كل التفاصيلِ التي كانت تثورُ معها في المشهد، ولنْ تستطيعَ أنت كمشاهدٍ أنْ تمرَ مرورَ الكرام، أمام تفاصيلٍ آخرى أتقنتها في مشهدِ الإعدام الذي تم عرضه في بداية الحلقة الأولى.
وليستْ سلافة فقطْ من أبدعتْ إنما كان لقدراتِ محمود نصر حِصةٌ خاصةٌ، فهو يجسدُ حالةَ “مختار” النفسية بهدوءٍ متقنٍ وعالي المستوى، وكأنهُ يهيء المشاهدَ لطوفانٍ عظيمٍ، بعد كلِّ هذا الكبتِ الذي يعيشهُ في أحداث العمل.
وليسَ بغريبٍ عن يامن الحجلي أن يلبسَ عباءةَ الشخصيةِ التي يؤديها، فكيفَ إذا كانتْ من كتابتهِ أيضاً حينها سيعيشُ معها القصةَ بكلِّ تفاصيلها، من مراوغةٍ وبخلٍ يتسم بهم ”
ويبدو أنَّ رأس الحربة في القصة هو سامر اسماعيل الذي يأخذكَ كمشاهدٍ لتتعلمَ منهُ فنون تسييرِ المصالح، وتحطيمِ الأعداء، بضربة قاضيةٍ، ليبقى متفرداً بالسلطة والتجبر.