بقلم:#بتول_مصطفى
إنْ كنتَ سورياً ستبكي وأنتَ تشاهدُ مسلسلَ #البطل، وإنْ تمالكتَ نفسك عن البكاء، فمنَ المؤكد أنَّ هناكَ دمعةً عالقةً، وغصةً خانقةً تتفجرُ في حلقكَ وعينيك، بعد أنْ شاهدتَ المشهدَ الأول مما أطلقَ عليهِ السوريون اسم “التغربة السورية” في أحدِ مشاهدِ مسلسل #البطل.
هذا العملُ الرمضاني الّذي يأخذكَ حيثُ عاشَ السوريون أربعةَ عشرَ عاماً من القهرِ، والألمِ الممزوجِ برحلةِ البحثِ عنْ النجاةِ من وطنٍ لم يعدْ يتسعُ لأبنائه، حيثُ يقدمُ في شخوصهِ كلّ منّا في حكايةٍ تُشبهه.
ولأنَّ البدايات للأكثرِ إبداعاً وتفرداً، فنبدأُ بما نشاهدهُ منَ الفنانِ القدير #بسام_كوسا، والّذي يقفُ أمامَ الكاميرا فارداً أدواتهُ الرصينة، المدروسة، والمشبعة، ليقدمَ شخصيةً فذة تخرجُ من كونها حِبراً على ورقٍ، وتنتفضُ أمامنّا بأبهرِ ما يكون.
فالأستاذ “يوسف الصالح” اليوم، لامسَ مجتمعاً كاملاً، حيثُ رأتْ فيه الفتاة وهي تشاهدُ ما ينضحُ منه من أُبوةٍ خالصةٍ، تكاد تُصدق أمامَ “مريم” والّتي تجسدها الشابة #نور_علي، أباً مدججاً بالحنانِ والعاطفةِ والخوف على ابنته، ورأتْ فيه المرأة، الزوجَ المضحي، ومصدرَ السكينة، وصمامَ الأمانْ للعائلة الصغيرة، فيما وجده الشبان أباً صارماً حازماً يسعى لخلقِ نسخةٍ تشبههُ بحدها الأدنى، لخلقِ رجلٍ خَلفٍ له على قدرٍ من المسؤوليةِ والوعي، كما أنّ الأستاذ يوسف، ربما ذّكر كُثراً منّا بالمعلمينَ الّذين حَرصوا على التمسكِ بالقيمِ والمبادئ الّتي غابتْ وطُمستْ مع مفرزاتِ الحرب.
لا بلْ تجاوزَ كلّ هذا ليلامسَ السوريين جميعاً، الّذين وجدوا في شخصيتهِ رجلاً احتاجهُ أبناءُ تلكَ البلاد في لحظاتِ الحرب، رجلاً شهما، نزيهاً، لمْ تنتزع منهُ قساوة الحرب وجلافتها الرّحمةَ من داخله، فأضحى وجودهُ بين كلّ هذا الضجيجِ والخراب، فرصةً ضئيلةَ الحدوث، ولو بدا في بعضِ المواقفِ مُتسرعاً، أو منفعلاً بشكلٍ غيرِ ثقيلْ، ومبرراً بالخوفِ الأبويّ.
كل هذا وما زلنا في حلقات الأسبوع الأول ويبدو أن في جعبة كوسا المزيد مما يود تقديمه لنا.