مجدداً وفي تعاونهما الثاني، تُحسن المخرجة السورية “رشا شربتجي”، قراءة ورؤية القدرات العالية للنجم السوري “محمود نصر”، واختيار الشخص المناسب للدور المناسب.
وذلك من خلال المسلسل الرمضاني “ولاد بديعة”، وبشخصية “مختار الدباغ”، هذه الشخصية التي تدفعك كمشاهدٍ لأن تتقلبَ مع تقلبها، فتارةً تكرهها، وتارةً تتعاطف معها.
أما عن وقعها فهو ليس عابراً كغيره من الشخصيات، إنما يدفعك النجم المتألق “محمود نصر”، لأن تعيش مع مختار تفاصيلاً عميقة، ويأخذك بأدائه الثابت وحرفيته العالية إلى الواقع.
وأمام الكاميرا يجسد نصر شخصيةً مركبةً، تعاني من اضطراب نفسي يعرف “بالذهان”، ولكنه لا يؤدي الشخصية من باب التأدية، إنما يعيشها، يصورها بأفضل ما يمتلكُ من أدواتٍ فنية تراكيمةٍ لديه، ويسمح لك أنّ تتصور معه جميع انعكاساتِ، وعلاماتِ، ومسبباتِ هذا الاضطراب، في الواقع إنّ نصر لمْ يترك للنقاد، والجماهير، مجالاً للقول أنّ نجماً آخر كان بإمكانهِ أنْ يحلّ محله، ويلعب هذا الدور بشكلٍ أفضل.
ومن المؤكد، أنه ومع كل مشهدٍ لمختار، ينشدُ بصرك، وسمعكَ، وأحاسيسك في بعض المرات، لكل ما ستراه، وربما أغمضت عينيك عندما شاهدت مشهد الضرب الذي تعرض له من إخوته، وحزنت عندما رفضه الجميع فأضحى وحيداً، وبعد أن كنت تلقي عليه اللوم بسبب أفعاله، عدوانيته، وشراسته، عدت عن رأيك قليلاً ولمتَ الماضي، الحاضر، المجتمع ربما، والطفولة المشحونة بالانكسارات التي عاشها، والتي صنعت من مختار الطفل شاباً مصاباً باضطراب نفسي.
إن محمود نصر لم يفشل يوماً في إذهالنا، وفي إثبات جدارته، وتفوقه على الكثيرين من أبناء جيله من أهل الفن، وكذلك في حجز مقعد عريض له ضمن الصفوف الأولى، مع نجوم الدراما الكبار، وهو ما يستحقه دون شك.
قلم: #بتول_مصطفى